اكتشاف دراسة جديدة: الارتباط المثير بين طفيلي القطط والفصام

حذر الباحثون من انتشار طفيلي ” طفيلي القطط ” تحمله القطط ويمكن أن يؤدي إلى الإصابة بانفصام الشخصية.

تحمل القطط طفيليا يدعى “تيكسوبلازما غوندياي” (Toxoplasma gondii)، والذي ينتقل إلى البشر عن طريق ملامسة أواني القطط وتناول اللحوم غير المطبوخة. وعلى الرغم من أنه لا يسبب ضرراً عادة، إلا أن دراسة جديدة تشير إلى أنه يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالفصام.

توصلت دراسة حديثة، قام بها باحثون من جامعة كوبنهاغن، إلى أن الطفيلي “تيكسوبلازما غوندياي” يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بالفصام أو انفصام الشخصية بنسبة تصل إلى 50%. وقد تم تحليل بيانات أكثر من 80 ألف مشارك في دراسة دنماركية حول التبرع بالدم، ورصدت الدراسة تشخيص 2591 مشاركًا بحالات نفسية.

تيكسوبلازما غوندياي وعلاقته بالاكتئاب

وقد أظهرت الدراسة أيضًا ارتباطًا بين الطفيلي وسلوك تغيير العقل، مثل المخاطرة والاكتئاب ، حيث كشفت الدراسة وجود أجسام مناعية مضادة لطفيلي “تيكسوبلازما غوندياي” في ربع المشاركين في الدراسة، ووجد أن 61% منهم يحملون أيضًا فيروس المضخم للخلايا (CMV)، والذي أظهر أيضًا ضعف القدرات الإدراكية.

تعد “تيكسوبلازما غوندياي” من الطفيليات التي تصيب حوالي ثلث سكان العالم، وتشير الدراسة إلى وجود حوالي 60 مليون إصابة في الولايات المتحدة و350 ألف إصابة في المملكة المتحدة بالطفيلي. ومن المعروف أن العدوى تحدث عند تناول لحم لم يطهو بشكل كامل أو عند ملامسة الأواني الملوثة ببراز القطط.

تفسر الدراسة هذا الارتباط بين الطفيلي والفصام بأن “تيكسوبلازما غوندياي” يعطل حمض أميني في الجسم يسمى “تربتوفان”، مما يؤدي إلى إفراز مستقلبات ضارة تسمى حمض الكينورينيك في الجسم. وتشير الأدلة الحاليّة أيضًا إلى وجود تأثيرات معرفية غريبة لطفيلي “تيكسوبلازما غوندياي” على البشر.

تعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تدرس الارتباط بين الطفيلي والفصام بشكل موسع وشامل، وتؤكد ضرورة مزيد من البحوث لفهم آثار هذا الطفيلي الشائع على صحة البشر.

“طفيلي القطط” يسبب لتغيرات الدماغ وموت الأجنة

تحليل الدراسات يكشف تأثير الكثافة السكانية وتقلبات درجات الحرارة على انتقال طفيلي التوكسوبلازما غوندياي

توصل باحثون من جامعة كاليفورنيا ديفيس إلى نتائج مثيرة بعد تحليلهم للدراسات المنشورة حول انتشار طفيلي “تيكسوبلازما غوندياي” في القطط البرية والضالة والوحشية. وقد تم رصد زيادة في انتشار هذا الطفيلي في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.

تشير الدراسات السابقة إلى أن طفيلي “تيكسوبلازما غوندياي” هو الذي يسبب داء المقوسات، والذي يمكن أن يؤثر على الفقاريات ذوات الدم الحار بما في ذلك البشر والحيوانات البرية والأليفة. وغالبًا ما يتم نقل الطفيلي عن طريق القطط البرية والمنزلية التي تقوم بإطلاق “الكيسات البيضية” للطفيلي في مرحلة معينة من دورة حياته.

لكن الأبحاث السابقة ركزت بشكل أساسي على القطط المنزلية فقط، مع القليل من المعرفة عن القطط البرية والضالة. وللتوصل إلى نتائج أكثر دقة حول انتقال الطفيلي، قرر الباحثون تحليل 47 دراسة سابقة تتعلق بكل من القطط البرية والقطط المنزلية غير المملوكة. شملت البيانات مناطق مختلفة حول العالم وتم فحص العديد من العوامل المحتملة التي قد تؤثر على انتشار الطفيلي.

الكثافة السكانية وزيادة انتشار طفيلي القطط

بعد التحليل، أظهرت النتائج وجود علاقة بين الكثافة السكانية العالية وزيادة انتشار طفيلي “تيكسوبلازما غوندياي”. وكما لوحظ، قد تكون تقلبات متوسط درجات الحرارة اليومية المرتفعة مرتبطة بتخلص القطط الأليفة من الطفيلي بنسبة أكبر، بينما قد ترتبط درجات الحرارة المرتفعة في الفترة الأكثر جفافًا من العام بانخفاض إطلاق الطفيلي من القطط البرية.

توضح النتائج أن هناك احتمالية وجود ارتباط بين كثافة السكان وانتشار الطفيلي الضار. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي تقلبات درجات الحرارة إلى تفاقم انتشار هذا الطفيلي وانتشار الأمراض المعدية الأخرى المرتبطة به.

ادارة انتشار القطط الضالة للحد من انتشار المرض

استنادًا إلى النتائج، يقترح الباحثون على الخبراء التركيز على إدارة مجموعات القطط الضالة للمساعدة في تقليل انتقال الطفيلي. ويوضح الباحثون أيضًا أن التغيرات في الأنشطة المناخية أو البشرية قد تؤثر على انتقال المرض بطرق لم تُفهم تمامًا بعد.

لا تزال هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات لفهم تفصيلات هذا الارتباط بشكل أفضل، ولكن يعد التحليل الحالي خطوة مهمة في التوصل إلى توجيهات أكثر فعالية للحد من انتشار هذا الطفيلي الضار. ومن الضروري اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوعية العامة بأهمية التعامل الصحيح مع القطط وتجنب التعرض لمخاطر الإصابة بهذا الطفيلي الخطير، خاصة لدى الأفراد ذوي ضعف في جهاز المناعة.

في الختام، يجب أن يكون الجميع مدركاً لخطر انتشار الطفيلي “تيكسوبلازما غوندياي” وتأثيره المحتمل على الصحة العقلية. ولا بد من اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند التعامل مع القطط وتناول اللحوم النيئة، للحد من احتمالية الإصابة بالطفيلي وتأثيراته السلبية المحتملة.

اكتشاف المزيد من ريفيوزا

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

ريفيوزا
Logo